المدونات الأكثر شعبية
حين لا تُصلِّي فأنتَ لا تُخفف عن نفسك تكليفًا ، بل تزيد الأعباء على روحك .
الروح تتألم بترك الصلاة أو تأخيرها .. راحة الروح في صلتها بالسماء ؛ فهي من السماء ولا تسكن إلا بمعانقة وطنها .. الروح ليست من الأرض ، ووجودها عليها موقوت بوجودها في أجسادنا .. حين ننام فهي تصعد ، وحين نصلي فهي تصعد ، وحين نُسبِّح فهي تصعد .. وصعودها بالتسبيح والصلاة في جوف الليل الأخير له ميزة تختلف عن سائر الأوقات ؛ فالحق تبارك وتعالى في تلك الساعة في سماء الدنيا ؛ تقتبس الروح من نوره حينئذ اقتباسات لا يكون مثلها في غيرهِ من الأوقات ، وهذا أحد أسرار الهزيع الآخر من الليل وما فيه من خيرات تتنزّل على الناصبين أرواحهم للتعبّد في أرجى الساعات وأصفاها .
حين لا تـصلي فأنت تُسيء إلى حياتك .. إلى رزقك ، إلى سعادتك ، إلى علاقتك بمن حولك ؛ فتركُ الصلاة لزيمُ الخِذلان .. نذهبُ بعيدًا بعيدًا حين نريد أن نرمم تعثّرات حياتنا ، ونتغافل عن المربّع الأول : الصلاة !
في الصلاة حلٌ لكثير من مشكلاتنا القديمة والقادمة .. تكاثفت النصوص التي تؤكد على الصلاة ، كما تكاثفت التجارب التي تُخبر عن حياتين : حياةٌ قبل الاهتمام لأمر الصلاة ، وحياةٌ بعد جعْلِها في مكانها الذي يليق بمستوى تشريعها .. الصلاة صِلة بين الإنسان وبين السماء ، ومن أحسنَ صلَتَهُ ؛ حَسُنَت صِلاتُهُ .
لا يكاد أحدٌ مِنَّا إلا وترك الصلاة عَمدًا أو عفوًا .. كلنا وجدنا ضيقًا لا نُترجمُهُ إلى لغة مقروءة إلا أن نقول : إن ثمة نقص ، إن ثمة ضيقًا لا يُدرى سببه ! .. وبعد أن نهرع إلى الصلاة ، ونخرّ إلى الأرض سُجَّدًا ، ونكون أقرب ما نكون للسماء ؛ يتبدد ذلك الضنك ، تُخبرك روحك وقتها أنها آوت إلى ركنها الشديد .
الصلاة لا شأن لها بأهوائك الحركيّة أو اختياراتك الفقهيّة ، ولا شأن لها بمظهرك أو أسلوب حياتك أو درجتك العلمية ، ولا شأن لها بالألقاب التي يخلعها الناس عليك أو ينبزونك بها ، الصلاة ليست مِلكًا لمؤسسة دينية ، كما أنها ليست مِلكًا لخطيبٍ أو واعظٍ أو عالِم .. الصلاة هي علاقتك بالله ، هي حبلك الممدود إلى السماء .