الخطبة الأولى:
إنَّ الحمدَ للهِ، نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شُرورِ أنفسِنا وسيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ فلن تجدَ له وليًّا مُرشدًا، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، إلهُ الأوَّلينَ والآخِرينَ، لا إلهَ إلا هو الرَّحمنُ الرَّحيمُ، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه، ومن اتَّبعَ سنَّتَه بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ..
أمَّا بعدُ: فاتَّقوا اللهَ -أيُّها المؤمنونَ-، اتَّقوا اللهَ -تعالى- كما أمرَكم بذلكَ فقالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70- 71].
جاءَ في خطابِ (صموئيل زويمر) رئيسِ إرساليَّةِ التَّبشيرِ في البَحرينِ منذُ أوائلِ القرنِ العشرينَ الميلاديِّ، الذي خطبَه في مؤتمرِ القُدسِ التَّبشيريِّ، الذي انعقدَ برئاستِه سنةَ (1953م) ما يلي: ".. ولكنْ مهمَّةُ التَّبشيرِ التي نَدَبتْكُم دُولُ المسيحيَّةِ للقيامِ بها في البلادِ المُحمَّديَّةِ ليستْ هي إدخال المسلمينَ في المسيحيَّةِ؛ فإنَّ في هذا هدايةً لهم وتكريمًا، وإنما مُهمَتُكم أن تُخرجوا المسلمَ من الإسلامِ؛ ليصبحَ مخلوقًا لا صِلةَ له باللهِ، وبالتَّالي فلا صلاةَ تَربطُه بالأخلاقِ التي تَعتمدُ عليها الأممُ في حياتِها، وبذلك تكونونَ أنتم بعملِكم هذا طليعةَ الفتحِ الاستعماريَّ في الممالكِ الإسلاميَّةِ، وهذا ما قُمتم به خلالَ الأعوامِ المائةِ السَّالفةِ خيرَ قِيامٍ، وهذا ما أهنئُكم عليه وتهنئُكم دُولُ المسيحيَّةِ والمسيحيونَ جميعًا كلَّ التَّهنئةِ".
سُبحانَ الله!! كلامٌ دَقيقٌ من مُتَخصِّصٍ.. ففي كلامِ كبيرِ المُنَصِّرينَ في البلادِ العربيةِ -سابقاً- تلخيصٌ للمُهمةِ الأساسيَّةِ لهم في بلادِ الإسلامِ.. وهي إبعادُ المُسلمينَ عن الصَّلاةِ والتي هي الصِّلةُ بينَ العبدِ وبينَ ربِّه.. فإذا تهاونوا في الصَّلاةِ ستتلاشى الأخلاقُ السَّاميةُ التي تقومُ عليها الأمَمُ.. ثُمَّ يكونُ سقوطُ الأمَّةِ حَتماً لا مِريةَ فيه ولا خِصامَ.. على يدِ ذلكَ الجيلِ الذي تحرَّرَ من أخلاقِ الإسلامِ.
وليتنا فَهمنا البيتَ الذي كرَّرناه كثيراً.. لأحمدَ شوقيِ -رحمَه اللهُ تعالى- حينَ قالَ:
وإنِّما الأُمَمُ الأخلاقُ ما بَقِيَتْ *** فَإنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخلاقُهُمْ؛ ذَهَبُوا
فالأمةُ التي لا أخلاقَ لها.. لا بقاءَ لها.. واسألوا التَّاريخَ والبلادَ.. لماذا ذهبتْ ثمودُ وعادٌ؟.
يا أهلَ الإسلامِ: أليسَ عجيباً أن تكونَ الرَّابطةُ الوثيقةُ بينَ الصلاةِ والأخلاقِ معلومةً راسخةً عندَ الكُّفارٍ، وتغيبُ عن كثيرٍ من المسلمينَ الكِبارُ منهم قبلَ الصِّغارِ.
اسمعوا إلى أبي سُفيانَ -رضيَ اللهُ عنه- قبلَ إسلامِه، لمَّا سألَه هِرَقلُ ملكُ الرُّومِ عن النَّبيِّ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- قَالَ: "مَاذَا يَأْمُرُكُمْ، قَالَ: يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ..".
فربطَ بينَ الصَّلاةِ والأخلاقِ الحَسنةِ.. والعجيبُ أيضاً هو قولُ هِرَقْلَ لَهُ: "سَأَلْتُكَ، مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟، فَزَعَمْتَ أَنَّهُ: أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَهَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ". فدينُ الأنبياءِ دينُ أخلاقٍ مع عبادةِ الواحدِ القَّهارِ.. وأما الأخلاقُ دونَ عبادةٍ فكَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ.
وكذلكَ لمَّا سألَ النَّجاشيُّ -رحمَه اللهُ- جعفرَ بنَ أبي طالبٍ -رضيَ اللهُ عنه- عن دينِ محمدٍ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-، قالَ له: "أَيُّهَا الْمَلِكُ! كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ وَنُسِيءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ". فذكرَ الأخلاقَ قبلَ أصولِ العبادةِ الكُبرى.. وذلك لتأثيرِها في أصحابِ الأديانِ الأخرى.
لقد ذكرَ اللهُ -تعالى- أثرَ الصَّلاةِ على أخلاقِ الإنسانِ.. فقالَ -عزَّ وجلَّ-: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا) [المعارج: 18- 20].
فهذ الصِّفاتُ من طبيعةِ خَلْقِ الإنسانِ.. وكفى بها شرَّاً لمن لم يتخلَّصْ منها؛ كما قالَ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-: "شَرُّ مَا فِي الرَّجُلِ شُحٌّ هَالِعٌ وَجُبْنٌ خَالِعٌ".
ثُمَّ أخبرَ -تعالى- الوصفةَ العِلاجيَّةَ لهذه الصِّفاتِ فقالَ -سبحانه-: (إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ) [المعارج: 22- 23].
فالمُحافظةُ على الصَّلاةِ بشروطِها وأركانِها، والمداومةُ عليها في أوقاتِها وأزمانِها – سببٌ رئيسٌ لمعالجةِ سوءِ الأخلاقِ، والتَّخلُّصِ من صفاتِ أهلِ النِّفاقِ.
عبادَ اللهِ: إذا لم يكنْ للصَّلاةِ أثرٌ على أخلاقِنا.. فلنراجعْ صلاتَنا؛ فقد قالَ اللهُ -تعالى-: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [العنكبوت: 45].. فلا بُدَّ للصلاةِ أن تنهى عن الفحشاءِ والمنكرِ، وسوءُ الأخلاقِ من أعظمِ الفحشاءِ والمنكرِ.
جاءَ في حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: "هِيَ فِي النَّارِ"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ -وهي القِطعُ من الأقط- وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: "هِيَ فِي الْجَنَّةِ".. فأيُّ أثرٍ للصلاةِ والصِّيامِ والإحسانِ.. إذا لم يَسْلَمْ جارُك حتى من اللِّسانِ.
ولذلكَ لمَّا كانت الصَّلاةُ راحةُ النَّبيُّ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- وقرَّةُ عينِه.. كانَ أحسنُ النَّاسِ خُلُقاً بشهادةِ أعداءِ دينِه.. وجاءَتُه تزكيةُ العزيزِ العليمِ.. (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4].. وما مَلَكَ النَّاسَ بعبادتِه بل بتلكَ الأخلاقِ العاليةِ.. والخِصالِ الغاليةِ.. فقالَ له ربُّه -تعالى-: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) [آل عمران: 159].
يَا مَنْ لَهُ الأَخْلاَقُ مَا تَهْوَى العُلاَ *** مِنْهَا وَمَا يَتَعَشَّقُ الكُبَرَاءُ
زَانَتْكَ فِي الْخُلُقِ العَظِيمِ شَمَائِلٌ *** يُغْرَى بِهِنَّ وَيُولَعُ الكُرَمَاءُ
فَإِذَا سَخَوْتَ بَلَغْتَ بِالْجُودِ الْمَدَى *** وَفَعَلْتَ مَا لاَ تَفْعَلُ الأَنْوَاءُ
وَإِذَا عَفَوْتَ فَقَادِرًا وَمُقَدِّرا *** لاَ يَسْتَهِينُ بِعَفْوِك َالْجُهَلاءُ
وَإِذَا رَحِمْتَ فَأَنْتَ أُمٌّ أَوْ أَبٌ *** هَذَانِ فِي الدُّنْيَا هُمَا الرُّحَمَاءُ
وَإِذَا غَضِبْتَ فَإِنَّمَا هِيَ غَضْبَةٌ *** فِي الْحَقِّ لاَ ضِغْنٌ وَلاَ بَغْضَاءُ
وَإِذَا رَضِيتَ فَذَاكَ فِي مَرْضَاتِهِ *** وَرِضَا الكَثِيرِ تَحَلُّمٌ وَرِيَاءُ
وَإِذَا قَضَيْتَ فَلاَ ارْتِيَابَ، كَأَنَّمَا *** جَاءَ الْخُصُومَ مِنَ السَّمَاءِ قَضَاءُ
وَإِذَا أَخَذْتَ العَهْدَ أَوْ أَعْطَيْتَهُ *** فَجَمِيعُ عَهْدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفَاءُ
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ حمداً كثيراً، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له بيدِه الخيرُ ومنه الخيرُ يُحي ويميتُ وهو حيٌّ لا يموتُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأشهدُ أن اللهَ أرسلَ بالبيِّناتِ والهدى نبيَّه محمداً صَلّى عليه اللهُ وملائكتُه والمؤمنون وسلَّموا تسليماً كثيراً.
أَمَّا بعد: إن حُسنَ الخُلُقِ الأَولى والأكملُ هو خُلُقُ الإنسانِ مع ربِّه -تعالى-؛ بعبادتِه ومُراقبتِه وفُعلُ ما يُحبُّه ويرضاه.. وأعظمُ تلكَ العباداتُ هي الصَّلاةُ؛ فإذا جاهدتَ نفسَك في تحسينِ أخلاقِك مع ربِّكَ بأداءِ الصَّلاةِ أثابكَ اللهُ -تعالى- بُحُسنِ الأخلاقِ التي يَحمدًكَ النَّاسُ عليها في الحياةِ وبعدَ المماتِ.
ما رأيُكم -أيُّها المؤمنونَ- فيمن يُدخلُ على الجميعِ السَّعادةَ.. ولكنَّه يَظلمُ زوجتَه وأولادَه؟! وكيفَ تَرونَ من يُكرمُ أصحابَه.. ولكنَّه يَضربُ أمَّه وأباه؟! وماذا تقولونَ في شخصٍ حسنَ الأخلاقِ.. ولكنَّه لا يركعُ للهِ الواحدِ الْخَلاَّقِ؟! فهل رأيتُم كيفَ ظهرتْ الحقيقةُ؛ فأيُ أخلاقٍ يُمدحُ بها وقد أساءَ مع خالقِه ورازقِه؟!
فكم حَرمنا أنفسنا من جميلِ الأخلاقِ بسببِ تقصيرِنا في الصَّلاةِ؟! وكم فاتنا من الأجورِ العظيمةِ؟! ألم يقلْ رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ-: "مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ".. وقالَ: "إنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ".
وإن كنتَ قد اشتقتَ إلى الحبيبِ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- فاسمع إليه ماذا قالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟" فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ الْقَوْمُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: "أَحْسَنُكُمْ خُلُقًا".
فهل استوعبنا درسَ ذلك المٌنصِّرِ.. الذي يريدُ هو ومن خلفَه هلاكَ هذه الأمَّةِ؛ بصرفِ المسلمينَ عن الصَّلاةِ، فتنصرفُ عنهم الأخلاقُ، فلا يبقى لها بعدَ ذلك عمادٌ ولا بناءٌ؟ أم لا زِلنا نتساءلُ: ما الرَّابطُ بينَ الصَّلاةِ والأخلاقِ؟
اللهمَّ اهدِنا لأحسنِ الأخلاقِ والأعمالِ والأقوالِ والأهواءِ، لا يهدي لأحسنِها إلا أنتَ، واصرفْ عنَّا سيئَها، لا يصرفْ عنَّا سيئَها إلا أنت برحمتِك يا أرحمَ الرَّاحمينَ، اللهمَّ أصلحْ لنا الأبناءَ والبناتِ، وجميعَ الزَّوجاتِ، يا مجيبَ الدَّعواتِ.
اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأذِلَّ الشِّركَ والمشركينَ، ودَمِّرْ أعداءَ الدِّينِ، واجعلْ هذا البلدَ آمناً مُطمئناً سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمينَ، اللهمَّ آمنَّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، اللهمَّ وَفِّقْ وليَ أمرِنا بتوفيقِك، وأيِّده بتأييدِك، واجعلْ عملَه في رِضاكَ، وهيئ له البِطانةَ الصَّالحةَ النَّاصحةَ، التي تَدلُه على الخيرِ وتعينُه عليه، اللهمَّ أيِّد به العلماءَ والنَّاصحينَ، وأيِّده بهم يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا ذا الطَّولِ والإنعامِ.
اللهمَّ يا باسطَ اليدينِ بالعطايا، اغفر لنا الذُّنوبَ والخطايا، اللهم أصلحْ لنا شأنَنا كلَّه، ولا تكلنا إلى أنفسِنا طرفةَ عينٍ، اللهمَّ إنا نسألُك رِضاكَ والجنَّةَ، ونعوذُ بك من سخطِك والنَّارِ يا عزيزُ يا غفَّارُ، ربنا آتنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِّنا عذابَ النَّارِ برحمتِك ياربَّ العالمينَ.
الشيخ : هلال الهاجري