الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا …
أما بعد:
أيها المسلمون:سأقرأ عليكم جملة من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فارعني سمعك -يا عبد الله- وكلها أحاديث عن الصلاة.
يقول عليه الصلاة والسلام: "آتاني جبريل من عند الله -تبارك وتعالى- فقال: يا محمد إن الله -عز وجل- يقول: إني قد فرضت على أمتك خمس صلوات، فمن وافى بهن، على وضوئهن، ومواقيتهن، وركوعهن، وسجودهن، كان له عندي بهن عهد أن ادخله بهن الجنة، ومن لقيني قد انتقص من ذلك شيئا، فليس له عندي عهد، إن شئت عذبته، وان شئت رحمته".
ويقول صلى الله عليه وسلم: "بين الرجل وبين الشرك والكفر، ترك الصلاة".
ويقول صلى الله عليه وسلم: "اعلم إنك لا تسجد لله سجدة، إلا رفع الله لك بها درجة، وحط عنك بها خطيئة".
ويقول صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها، فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه".
ويقول صلى الله عليه وسلم: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن كان أتمها، كتبت له تامة، وإن لم يكن أتمها قال الله لملائكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع، فتكملون بها فريضته، ثم الزكاة كذلك ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك".
ويقول صلى الله عليه وسلم: "من ترك صلاة العصر حبط عمله".
ويقول صلى الله عليه وسلم: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبكم الله من ذمته بشيء، فإن من يطلبه من ذمته بشيء، يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم".
ويقول صلى الله عليه وسلم: "أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لا توهما ولو حبوا، ولقد هممت أن أمر بالصلاة فتقام ثم أمر رجلا فيصلي بالناس، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فاحرق عليهم بيوتهم بالنار".
ويقول صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاة الرجل وحده خمساً وعشرين درجة".
ويقول صلى الله عليه وسلم: "ما من ثلاثة من قرية ولا بدو، لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية".
ويقول صلى الله عليه وسلم: "من سمع النداء فلم يأته، فلا صلاة له إلا من عذر".
ويقول صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط".
ويقول صلى الله عليه وسلم: "بشر المشَّائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة".
أيها المسلمون: هذه الأحاديث وغيرها كثير، من المخاطبون بها؟ لمن قيلت هذه النصوص؟ هل قيلت للجن؟ أين نحن من هذه الآثار النبوية؟ وما حظ كل واحد منا؟
يقول عبد الله بن مسعود -كما في صحيح مسلم-: "ولقد كان يؤتى بالرجل يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف".
لما حضرت سعيد بن المسيب الوفاة-وكان -رحمه الله- عالم التابعين وإمامهم- بكت ابنته عليه، فقال لها: "لا تبكي عليّ يا بنية، والله ما أذن المؤذن من أربعين سنة إلا وأنا في المسجد".
من أربعين سنة لا يؤذن المؤذن، وهذا الرجل في المسجد ينتظر الصلاة ليصلي مع المسلمين.
وكان الأعمش يقول: "والله ما فاتتني تكبيرة الإحرام مع الجماعة خمسين سنة".
هؤلاء هم الذين عرفوا قيمة الصلاة، أما في أوقاتنا:
فجلجلة الأذان بكل حيِّ *** ولكن أين صوت من بلالٍ
منائر كم علت في كل ساحٍ *** ومسجدكم من العباد خاليٍ
أنتم شهداء الله في الأرض، المسلمون هم شهداء الله في أرضه، ولا يمكن أن نشهد إلا لمن يصلي معنا في المسجد كل يوم خمس مرات، أما رجل قريب من المسجد ثم تفوته الصلاة مع المسلمين، فهذا لا يشهد له عند الله يوم القيامة.
ما معنى الإيمان الذي يدعيه رجال ثم هم لا يحضرون الصلاة في الجماعة؟ ما معنى الإيمان؟ وما قيمة الصلاة في حياتهم، ثم إذا تكلمت مع أحدٍ منهم زعم بأنك تتهمه بالنفاق؟
إن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يتهمون المتخلف عن الجماعة بالنفاق، يقول ابن مسعود: "ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق".
فأي دين لهؤلاء الذي لا يعمرون المساجد؟ وأي إسلام لمن يسمعون النداء ثم لا يجيبون؟ قال الله -تعالى-: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ)[الصافات: 35].
قال بعض أهل العلم: هم الذي لا يحضرون الصلاة في الجماعة، أين الأجيال؟ أين شباب الأمة؟ أين الرجال والمساجد خاوية تشكوا إلى الله -تعالى-؟إذا كان هذا مستوانا في الصلاة وهي عمود الإسلام، فكيف بباقي شرائع الدين؟! كيف ترتقي أمة لا تحسن المعاملة مع الله؟! كيف تفلح أمة لا تقدس شعائر الله؟! كيف تكون صادقة في الحرب أو في التعليم أو في التصنيع أو في الحضارة أو في الإدارة، وهي لا تحسن الاتصال بربها في صلاة فرضها الله عليها؟!كم تأخذ صلاة الجماعة من أوقاتنا في مقابل ما نضيعه في الأكل والشرب والنوم والمرح؟!
إنها دقائق معدودة، لكن بها يرتفع المؤمنون ويسقط الفجرة والمنافقون، بها يعرف أولياء الرحمن من أولياء الشيطان، بها يتميز المؤمن من المنافق، يقول عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله".
والحديث واضح وصريح -كما سمعتم- أمر من الله -تعالى- لرسوله -عليه الصلاة والسلام- بأن يقاتل هذا الإنسان، حتى يسجد لله، فيوم يتهاون الإنسان بالصلاة، أو يترك الصلاة، أو يتنكر للصلاة، أو لا يتعرف على بيت الله يصبح هذا الإنسان لا قداسة له، ولا حرمة له، ولا مكانة ولا وزن، هذا الإنسان حين يترك الصلاة يكون دمه رخيصاً، يسفك دمه، وتهان كرامته، ويقطع رأسه بالسيف، قال الله -تعالى-: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)[مريم: 59].
أيها المسلمون: إنه لا عذر لأحدٍ في ترك الصلاة مع الجماعة، كان سعيد بن المسيب إمام التابعين في عصره، كان يأتي في ظلام الليل إلى مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له بعض إخوانه: "خذ سراجاً لينير لك الطريق في ظلام الليل؟ فقال: يكفيني نور الله وصدق الله العظيم: (وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ)[النور: 40].
وفي الحديث عنه عليه الصلاة والسلام: "بشر المشَّائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة".
وهل في القيامة ظلمة؟ وهل في القيامة ليل؟
نعم -والله- إنه ليل وأي ليل! وإنها لظلمة وأية ظلمة! يجعلها الله لأعداء المساجد، ولتاركي المساجد ولواضعي العثرات في طريق أهل المساجد، ظلمة يجعلها الله لأولئك الذين انحرفوا عن بيوت الله، وللذين حرفوا بيوت الله، تظلم عليهم طرقاتهم وسبلهم يقولون للمؤمنين يوم القيامة: (انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا)[الحديد: 13].
كان الصحابة -رضي الله عنهم- حتى وهم في المعارك إذا تلاقت الصفوف، والتحمت الأبدان، وأشرعت الرماح، وتكسرت السيوف، وتنـزّلت الرؤوس من على الأكتاف في هذه الحال لم يكونوا يدعوا صلاة الجماعة، تصلي طائفة وتقف الأخرى في وجه العدو.
نحن الذين إذا دعوا لصلاتهم *** والحرب تسقى الأرض دماً أحمرا
جعلوا الوجوه إلى الحجاز فكبروا *** في مسمع الروح الأمين فكبرا
إنها الصلاة، إنها حياة القلوب، إنها الميثاق إنها العهد بين الإنسان وبين ربه، ويوم يتركها المرء أو يتهاون بها، يدركه الخذلان وتناله اللعنة، وينقطع عنه مدد السماء.
أيها المسلمون:إن من أسباب السعادة، وحفظ الله لنا، ودوام رغد العيش الذي نعيشه: أن نحافظ على عهد الله في الصلاة، وأن نتواصى بها، وأن نأمر بها أبناءنا، وأن نعمر مساجدنا بحضورنا، فهل من مجيب؟ وهل من مسارع إلى الصلاة حيث ينادى بهن؟ وهل من حريص على تلكم الشعيرة العظيمة؟ إنها الحياة ولا حياة بغير صلاة، إنها رغد العيش ولا رغد في العيش بغير صلاة، إنه دوام الأمن والاستقرار ولا أمن ولا استقرار بغير صلاة، إنه التوفيق من رب العالمين في كل شيء ولا توفيق ولا تسديد بغير صلاة.
فالله الله -أيها المسلمون- في الصلاة، من حافظ عليها، حفظه الله، ومن ضيَّعها ضيَّعه الله، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت: 45].
فالصلاة الصلاة -عباد الله- في أول وقتها بخشوعها، بخضوعها، بأركانها، بواجباتها بسننها، وفي جماعتها، علّ الله أن يحفظنا ويرعانا إذا نحن حافظنا عليها وعظمناها.
فالزم يديك بحبل الله معتصماً *** فإنه الركن إن خانتك أركان
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم…
أما بعد:
أيها المسلمون:ومما يتعلق بالصلاة، موضوع مهم جداً، وهذا الموضوع ليس لتاركي الصلاة، ولا للمتهاونين والمتخلفين عن صلاة الجماعة، ولكنه لأولئك المحافظين على الصلوات الخمس في جماعة، أخص بالذكر الشباب الطيب، الذي هو أصلا قدوةً لغيره في مثل هذه الأمور، وهذه القضية هي: حضور الشخص متأخراً عن الصلاة، وقد فاته بعضها، فبعد أن يسلم الإمام تجد عدد غير قليل من المسلمين يقومون لإتمام ما فاتهم، وأيضاً عدد غير قليل من هؤلاء المتأخرين من الشباب الطيب المحب للخير، وهذا حرمان عظيم، حرمان أن يفوت الشخص تكبيرة الإحرام مع الإمام.
وقد يعتذر البعض ولو في داخل نفسه: إنه مشغول بشيء مهم، فهو ليس كعوام الناس شغله لهو أو لعب، ولكن شغلته دعوه، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر، أو حضور درس، أو غيرها من أعمال الخير، فلا يحس بتأنيب الضمير إذا فاته تكبيرة الإحرام.
وهذه من المغالطات، بل من الموازنات المرجوحة، فإنه لا أهم من الصلاة إذا نودي لها، وكل عذر مما يشبه ما ذكرت فهو مردود.
اعلموا -أيها المصلون- إن واجب صلاة الجماعة، يبدأ بتكبيرة الإمام، تكبيرة الإحرام، فمنذ ينقطع صوت الإمام بقول: "الله أكبر" يبدأ وجوب المتابعة له.
قال بعض أهل العلم: بأنه من تلك اللحظة يبدأ احتساب الأجر، والأخذ في إدراك الجماعة إدراكاً كاملاً، ويبدأ أيضاً احتساب الإثم في حق القادر المتخلف عمداً عن جزءٍ منها، وهذه مسألة قلَّ ما يتفطن لها، حتى بعض طلبة العلم.
قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه: "إنما جعل الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد".
المقصود في قوله صلى الله عليه وسلم لا تختلفوا عليه -والله أعلم- -أي لا تختلفوا عليه في القيام والقعود والمتابعة- ومن ذلك ضرورة التكبير ومباشرته بعده.
وإن من ظواهر التقصير في أداء هذا الواجب: ما يرى من تخلف كثيرٍ من المصلين عن الحضور إلى مكان الجماعة، لحين ما بعد الإقامة، فكثيراً ما ترى الإمام يبدأ بعدد قليل، ولا يكاد يكبر تكبيرة الركوع، حتى يتضاعف العدد من أناس تمروا بمجيئهم بالإقامة، ولا شك في أن فعل هذا عمداً تقصير يفوت أجراً ويرتب وزراً، يفوت أجر الجزء الذي تركه عمداً في الأول، ويرتب وزر تفويته عمدا، فمن المعلوم عن العلماء -رحمهم الله-: أن مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فعلى فرض أن مسافة الطريق تحتاج ممن تجب عليه الجماعة بضع دقائق، فإذا لم يبق على الإقامة من الزمن إلا بمقدار تلك الدقائق تعين عليه المشي ليلحق بصلاة الجماعة في أولها، أو يعد آثما لو تأخر بدون عذر شرعي.
وبجانب ما في هذا التقصير، وهذا العمل من تفويت أجر، وربما ترتب عليه وزر، فهو يؤثر كثيراً وكثيراً على ما يطلب في الصلاة من خشوع وتذلل وتأمل وتدبر، لقد شرع قبلها ما يهيئ لذلك، لا ما يطارده أو يضعفه، شرع قبلها الوضوء، وشرع قبلها أدعية الخروج من المنزل، وشرع قبلها أدعية دخول المسجد، وشرع قبلها صلوات النافلة، وشرع أن يأتيها المسلم بسكينة ووقار لا بغلبة وجلبة يضايقه فيها النفس، وهذا غالب شان المتأخر عنها يحاول أن يدرك هذه الأمور.
أيها المصلون: شرعت بين يدي الصلاة وفي الصلاة، وخاصةً صلاة الجماعة ذات الفضل العظيم؛ ليتهيأ المسلم في صلاته لمناجاته لربع، والوقوف بين يديه كأنه يراه.
جواب هذا السؤال عندكم: رجل تأخر دون عذر شرعي حتى أقيمت الصلاة، فجاء يركض، بنفس قد ضايقها وشغلها عن مهمتها، وفوَّت كثيراً مما يشرع الإتيان به قبل ذلك، هل هذا الرجل سينصرف بأجر صلاة الجماعة مثل ذلك الذي أدرك تكبيرة الإحرام مع الإمام؟!
نسأل الله -جل وتعالى- أن لا يعاقبنا بسوء أعمالنا وما يستشهد به البعض من قوله صلى الله عليه وسلم: "من أدرك ركعةً من الصلاة مع الإمام فقد أدرك الصلاة".
فهذا في حق من لم له عذر شرعي، أما من لا عذر له، فله أجر ما أدرك، وعليه وزر ما فوت.
فاتقوا الله -عباد الله- وحافظوا -رحمكم الله- على هذه الصلوات حيث ينادى بهن، عمروا المساجد، تسابقوا إلى الصفوف الأول، واعلموا أنه لن يصلح أخر هذه الأمة، إلا بما صلح به أولها.
أيها المسلمون: أختم لكم هذه الخطبة بأن أقرأ عليكم ثلاثة أحاديث من أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وجعلتها في آخر الخطبة، لكي تكون آخر ما يعلق في أذهانكم واسمعوها وتدبروها.
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا".
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن لله ملكاً ينادى عند كل صلاة: يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفئوها".
وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "يبعث منادٍ عند حضرة كل صلاة، فيقول: يا بني آدم، قوموا فأطفئوا عنكم ما أوقدتم على أنفسكم، فيقومون، فتسقط خطاياهم من أعينهم، ويصلون فيغفر لهم ما بينهما، ثم توقدون فيما بين ذلك، فإذ كان عند الصلاة الأولى نادى: يا بني آدم، قوموا فأطفئوا ما أوقدتم على أنفسكم، فيقومون فيتطهرون ويصلون الظهر، فيغفر لهم ما بينهما، فإذا حضرت العصر، فمثل ذلك فإذ حضرت المغرب فمثل ذلك، فإذ حضرت العتمة فمثل ذلك، فينامون وقد غفر لهم، فمدلجٍ في خير ومدلجٍ في شر".
اللهم إنا نسألك رحمةً تهدي بها قلوبنا …
الشيخ د. : ناصر بن محمد الأحمد