الخطبة الأولى:
إن الحمد لله …
أما بعد:
لقد مضى ثلثي رمضان تقريباً، ولم يبق لك -يا أخي الحبيب- إلاّ الثلث، لكنه أيّ ثلث، لقد آذنت أيام رمضان ولياليها مسرعة بالانصراف والرحيل، وها هي أيام العشر تحل لتكون الفرصة الأخيرة لمن فرط في أول الشهر، أو لتكون التاج الخاتم لمن أصلح ووفى فيما مضى.
في الثلث الأخير من رمضان عشر ليال من أعظم ليالي العام، إنها سوق عظيم يتنافس فيه العاكفون، وموسم يضيق فيه المفرّطون، وامتحان تبتلى فيها الهمم، ويتميز أهل الآخرة من أهل الدنيا.
طالما تحدث الخطباء، وأطنب الوعاظ، وأفاض الناصحون بذكر فضائل هذه الليالي، ويستجيب لهذا النداء الحاني قلوب من خالط الإيمان بشاشتها، فسلكت هذه الفئة المستجيبة طريق المؤمنين، وانضمت إلى قافلة الراكعين الساجدين، واختلطت دموع أصحابها بدعائهم في جنح الظلام، وربك يسمع ويجيب، وما ربك بظلام للعبيد.
أيها المسلمون: في العشر المتبقية عبادة من أجل العبادات، إنها قيام الليل، مفزع التائبين، وملجأ الخائفين، ونور المتعبّدين، وبضاعة المتاجرين، تجلو صدأ القلوب بأنوارها، وتزيل حُجُب الغفلات بأذكارها، وتنير الوجوه بأسرارها وآثارها، ومن كان أقوى إيماناً كان أحسن صلاةً، وأطول قنوتاً، وأعظم يقيناً، جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- قال: "الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر منها فليستكثر"[أخرجه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن].
أيها المسلمون: وتأتي صلاة الليل والتهجد في الأسحار ليتجلى هذا الاتصال بالله العلي الأعلى، في صورة من التعبّد بهية بهيجة، فقد صح في الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أفضل الصلاة بعد الصلاة المفروضة صلاة الليل"[أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-].
ولقد حكى الإجماع على ذلك غير واحد من أهل العلم، والقدوة الأولى، والأسوة العظمى، نبينا محمد، كان يقوم من الليل حتى تفطرت قدماه الشريفتان [مُخرَّج في الصحيحين].
أما في رمضان، فكان يجتهد فيه ما لا يجتهد في غيره، وإذا دخل العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد المئزر: "ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
اعلم -يا أخي الحبيب- أن الله ينـزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل، فيقول: "أنا الملك من الذي يدعوني فأستجيب له؟ من الذي يسألني فأعطيه؟ من الذي يستغفرني فأغفر له؟".
وفي حديث عمرو بن عبسة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن".
بل إن في الليل ساعةً لا يوافقها عبدٌ مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله إياه، وذلك كل ليلة.
في صلاة الليل يحيا بها -بإذن الله- ميِّت القلب، وتشحَذ بها فاتر الهمم، قربةٌ إلى الله، ومنهاةٌ عن الإثم، وتكفيرٌ للسيئات، ومطردةٌ للداء عن الجسد، وفي الحديث: "عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم".
يقول وهب بن منبه -رحمه الله-: "قيام الليل يُشرّف به الوضيع، ويُعزُّ به الذليل، وصيام النهار يقطع عن صاحبه الشهوات، وليس للمؤمن راحة دون الجنة".
ويقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: "من أحب أن يهوِّن الله عليه طول الوقوف يوم القيامة فليره الله في ظلمة الله ساجداً وقائماً، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه".
إنهم عباد الرحمن يبيتون لربهم سجداً وقياماً، انتزعوا نفوسهم من وثير الفرش، وهدوء المساكن، وسكون الليل، وسكون الكون، غالبوا هواتف النوم، وآثروا الأنس بالله، والرجاء في وعد الله، والخوف من وعيده: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ)[الزمر: 9].
عبادٌ لله قانتون متقون: (قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)[الذاريات: 17-18].
لصلاة الليل عندهم أسرارها، وللأذكار في نفوسهم حلاوتها، وللمناجاة عندهم لذّتها يقول أبو سليمان الداراني -رحمه الله-: "أهل الليل في ليلهم ألذّ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل لما أحببت البقاء في الدنيا".
ولما حضرت ابن عمر -رضي الله عنهما- الوفاة، قال: "ما آسى على شيء من الدنيا إلا عن ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل".
قيام الليل -عباد الله- انقطاعٌ عن صخب الحياة، واتصال بالكريم الأكرم -جل وعلا-، وتلقي فيوضه ومنحه، والأنس به والتعرض لنفحاته، والخلوة إليه.
عبادٌ لله صالحون: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[السجدةَ: 16-17].
لقد تعدَّدت مقاصدهم، واختلفت مطالبهم، وتنوّعت غاياتهم، والليل هو منهلُهم وموردهم: (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ)[الأعراف: 160].
فهذا محبٌ يتنعّم بالمناجاة، وذلك محسنٌ يزداد في الدرجات، ويسارع في الخيرات، ويجدّ في المنافسات، وآخر خائفٌ يتضرّع في طلب العفو، ويبكي على الخطيئة والذنب، ورَاجٍ يلحّ في سؤاله، ويصرّ على مطلوبه، وعاصٍ مقصّر يطلب النجاة، ويعتذر عن التقصير وسوء العمل، كلهم يدعون ربهم، ويرجونه خوفاً وطمعاً فأنعم عليهم مولاهم، فأعطاهم وأستخلصهم واصطفاهم، وقليل ما هم.
اكتفوا من الليل بيسير النوم، مشتغلين بالصلاة والقرآن والذكر والصوم، تلكم هي همم القوم، وتأملوا هذه الآيات العظيمة: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا * إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا)[الإنسان: 26-27].
الليل ميدان ذوي الهمم العالية من أصحاب العبادات والدعوات، هو الزاد الصالح لرحلة الحياة.
أما الذين يحبون العاجلة فصغار الهمم، صغيرو المطالب، يغرقون في العاجلة: (وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا)[الإنسان: 27].
وفي هذا يقول بعض السلف: "كيف يرجو النجاة من سوء الحساب من ينام الليل، ويلهو بالنهار؟".
أيها المسلمون: بضعف النفوس عن قيام الليل تقسو القلوب، وتجفّ الدموع، وتستحكم الغفلة، ذُكر رجلٌ عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقيل: ما زال نائماً حتى أصبح، فقال: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنه"[متفق عليه].
إذا أظلم الليل نامت قلوب الغافلين، وماتت أرواح اللاهين، من لم يكن له ورد من الليل فقد فرّط في حق نفسه تفريطاً كبيراً، وأهمل إهمالاً عظيماً.
أيّ حرمان أعظم ممن تتهيّأ له مناجاة مولاه، والخلوة به، ثم لا يبادر ولا يبالي؟
ما منعه إلا التهاون والكسل، وما حرمه إلا النوم وضعف الهمة.
ناهيك بأقوامٍ يسهرون على ما حرم الله، ويقطّعون ليلهم في معاصي الله، ويهلكون ساعاتهم بانتهاك حرمات الله، فشتان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
روى البيهقي في سننه بسند صحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يبغض كل جعظري جوّاظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالمٍ بأمر الدنيا، جاهلٍ بأمر الآخرة".
فاجتهد -حفظك الله- أن تصلي ما تيسر من الليل، والقليل من صلاة الليل كثير، واصبر على ذلك وداوم عليه فبالصبر والمداومة والإخلاص تنال من ربك التثبيت والمعونة.
واعلم أن دقائق الليل غالية، فلا تُرخصها بالغفلة والتواني والتسويف، ومن أرخص الدقائق الغالية ثقلت عليه المغارم، وضاقت عليه المسالك، وكان أمره فرطاً.
ولا تنس -حفظك الله- أهلك فأيقظهم، لا ليلتقوا حول مسلسل هابط، أو منظر خالع، ولكن ليقفوا بين يدي خالقهم، تائبين منيبين، يغسلون خطيئاتهم بدموع نادمة، وقلوبٍ باكية، لعلها أن تمحو الذنوب، ففي الحديث: "رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلّت، ثم أيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء".
(قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ)[آل عمرانِ: 15-17].
فقيام الليل شرف المؤمن، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح: "شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس".
فيا من يريد إجابةً لدعائه، وتفريجاً لهمّه، وتنفيساً لكربته، وتوسيعاً لرزقه، وشفاءً لمرضه، وحفظاً لعياله، ودفعاً لأعدائه، وطلباً لمرضاته سبحانه، وطمعاً في جنته، ونجاةً من ناره: عليك بدعاء ربك في وقت الإجابة في الثلث الأخير من الليل كل ليلة عسى أن تكون من المقبولين: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[السجدة: 16-1].
أيها المسلمون: ويجمل الصلاة والدعاء وتتوافر أسباب الخير، ويعظم الرجاء حين يقترن بالاعتكاف، فقد اعتكف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الأيام حتى توفاه الله.
عجيب هذا الاعتكاف في أسراره ودروسه!.
المعتكف ذكر الله أنيسه، والقرآن جليسه، والصلاة راحته، ومناجاة الحبيب متعته، والدعاء والتضرع لذته.
إذا أوى الناس إلى بيوتهم وأهليهم، ورجعوا إلى أموالهم وأولادهم، لازَم هذا المعتكِف بيت ربه، وحبس من أجله نفسه، ويقف عند أعتابه يرجو رحمته، ويخشى عذابه، لا يطلق لسانه في لغو، ولا يفتح عينه لفحش، ولا تتصنت أذنه لبذاءة، سلم من الغيبة والنميمة، جانب التنابز بالألقاب، والقدح في الأعراض، ومسارقة الطبع من الأخلاق الرديئة، استغنى عن الناس، وانقطع عن الأطماع، علم واستيقن أن رضا الناس غاية لا تدرك.
في مدرسة الاعتكاف، انصرف المتعبد إلى التفكير في زاد الرحيل، وأسباب السلامة، السلامة من فضول الكلام، وفضول النظر، وفضول المخالطة.
في مدرسة الاعتكاف، يتبين للعابد أن الوقت أغلى من الذهب، فلا يبذله في غير حق، ولا يشتري به ما ليس بحمد، يحفظه عن مجامع سيئة، بضاعتها أقوال لا خير في سماعها، ويتباعد به عن لقاء وجوه لا يسر لقاؤها.
أيها المسلمون: وإن من أعظم ما يرجى في هذه العشر ويتحرى: ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه،
ليلة خير من ألف شهر، خفي تعينها اختباراً، وابتلاء، ليتبين العاملون، وينكشف المقصرون، فمن حرص على شيء جد في طلبه، وهان عليه ما يلقى من عظيم تعبه.
إنها ليلة تجري فيها أقلام القضاء بإسعاد السعداء، وشقاء الأشقياء: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)[الدخان: 4].
ولا يهلك على الله إلا هالك.
فاتقوا الله -رحمكم الله-، واعملوا وجددوا وأبشروا وأملوا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: بسم الله الرحمن الرحيم: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)[القدر: 1-5].
بارك الله…
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه …
أما بعد:
اعلم -رحمك الله وأرشدك لطاعته- أن من الأسباب الميسرة لقيام الليل والمعينة عليه: الإقبال على الله، وصدق التعلق به، مع حسن الظن به -سبحانه-، وعظم الرجاء فيما عنده، والحرص على الابتعاد عن الذنوب، فالذنوب تقسِّي القلوب، وتُقعد الهمم، وحسبك من طعامك لقيمات، فمن أكثر من الطعام ثقلت نفسه، وغلبه نومه، وقد قال وهب بن منبه -رحمه الله-: "ليس أحبّ للشيطان من الأكول النوام".
واحرص -وفقك الله- على سلامة القلب من الحقد والحسد، واجتناب البدع، ولزوم السنة، والحرص عليها، وامتلاء القلب من الخوف من الله، مع قصر الأمل، فكل هذا يعينك على قيام الليل.
واعلم أن أشرف البواعث وأعظمها: حبّ الله ومناجاته، وحب رسوله وحب كتابه.
وإن مما يحُث الهمة ويبعث القوة أيضاً: أن تعلم أنك في أيام فاضلة، وأوقات شريفة، في شهر مبارك، المغبون من فرط فيه، والخاسر من لم ينافس فيه، هو ميدان التسابق لقُوَّام الليل، وساحات التنافس للركّع السجود، هذه الأيام من أرجى الأيام، فليست قيمة الأيام بساعاتها، ولا قدر الليالي بطولها وعددها، وإنما قيمة الأوقات بما تحمله من خير للبشر، وسعادة للنفوس.
لا تتعب -يا عبد الله- نفسك بالنهار في الأعمال التي تعيا بها الجوارح، ويضعف بها البدن، فإن ذلك أيضاً مجلب للنوم، ولا تترك القيلولة بالنهار، فإنها سنة للاستعانة بها على قيام الليل، وفي الحديث للصحيح: "أقيلوا فإن الشياطين لا تقيل".
ومن أعظم الأسباب المعينة: خوف يلزم القلب، مع قصر الأمل، والتفكر في أهوال يوم القيامة، ودركات جهنم؛ كما كان شداد بن أوس إذا دخل إلى الفراش يتقلب على فراشه لا يأتيه النوم، فيقول: "اللهم إن النار أذهبت النوم عني" فيقوم فيصلي حتى يصبح.
عباد ليل إذا جن الظلام بهم *** كم عابدٍ دمعه في الخد أجراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم *** هبوا إلى الموت يحبون رأياه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً *** يشيدون لنا مجدا أضعناه
أيها المسلمون: من الآداب التي ينبغي رعايتها في صلاة الليل وقيامه: أن يستفتح بركعتين خفيفتين، ثم يصلي ما كتب له، مثنى مثنى، يسلم بعد كل ركعتين، ويستحب أن يطيل القراءة، والركوع والسجود، ويقرأ ويتدبّر، ويجتهد في الذكر والدعاء، ويكثر ولا يشق على نفسه، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "عليكم بما تطيقون، فو الله لا يملّ الله حتى تملّوا".
و"سددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة".
اللهم …
الشيخ د. : ناصر بن محمد الأحمد